ماذا يحدث لنا في المطارات.؟



الجزء الثاني

عبدالامير الديراوي
في الجزء الأول تناولت ماحصل لي في عدد من المطارات في دول العالم أعود الآن لأتناول مطارات أخرى لتبيان ما يعانيه المسافر خلال سفره من منغصات ولا هدف عندي لنشرها سوى الذكريات وإعادة أجواء السفر رغم
تمتعنا به وحاولت فقط أن
أركز على المطارات .
في مطار طهران :
جلبت معي في طريق عودتي من إيران في إحدى السفرات قنينة عصير برتقال زجاجية واحدة فقط وهي من منتوجاتهم ومطروحة بأسواقهم بكثرة قررت أن أتناولها عند الجلوس في صالة الإنتظار
لكني فوجئت بإخراجها من
الحقيبة الصغيرة التي تعودت أخذها معي لداخل الطائرة من قبل المفتش الذي يقف على جهاز السونار وقام بفتحها وقال لي إشربها أمامي أستغربت من هذا الإجراء وقلت له خذها لا أريدها لكنه رفض وأصر على رأيه بان أباشر بشربها بتصرف غير مقبول فتذوقت منها قليلا وبحثت عن سلة المهملات لأرميها فقلت له هل هذا هو أحترامكم لزوار بلدكم إذا كانت قنينة العصير ممنوعة فعليك بمصادرتها بلا أي تهور مثل هذا لكنه تجاهل كلامي وعاد لعمله.
تصرف غريب لا مبررله سوى التشفي بالزائر العراقي.
في مطار أربيل:
في أغلب زياراتي لأربيل لا أعود إلا ومعي عبوات العسل بمختلف الأحجام والمن السما والكرزات وما شابه ذلك من المنتجات هناك وكنت أضع كل تلك المشتريات داخل حقيبة السفر الكبيرة التي تذهب مع الحقائب الى الحمولات الأخرى، وذات مرة إشتريت صندوق صغير مصنوع من الخشب الخفيف جدا يضعون فيه [المن السما] لم تستوعبة الحقيبة فوضعته في كيس بلاستك 【علاكه】 وحملته للمطار ولا أدري إنه ممنوع، المهم وصل دوري لتسليم الحقائب وضعت العلاكة على جهاز الفحص قال لي الفاحص ماذا في الكيس فقلت له علبة[من السمه] فقال إرفعها لانها ممنوع تأخذها الى الطائرة
فقلت لماذا وهي مادة غذائية لكنه أصر على ان تذهب مع العفش او نصادرها وبسبب ارتفاع صوتي عليه حضرت مديرة المطار مستفسرة فشرحت لها الحال فقالت ناولني الكيس فسلمته لها فقامت بتسليمه لاحد طاقم الطائرة وقالت له خذ هذا الكيس معك وسلمه للاستاذ في مطار البصرة وفعلا وجدته ينتظرني عند الحزام الناقل للحقائب وسلمني الكيس .
وكنت قد سألت المديرة عن سبب المنع، قالت لانه يحتوي على الطحين وهي مادة ممنوعة في كل المطارات .
لقد تعودنا على ممنوعات المطارات مثل القداحة والسكين الصغيرة ومقراضة الإضافر والعصائر
والقائمة تطول لكن لماذا طحين [المن السما].؟ امر غريب حقا.
في مطار جدة بالسعودية:
بعد تأديتنا لمناسك العمرة لبيت الله الحرام توجهنا الى مطار جدة للعودة الى البصرة ولقد أكملنا تسليم الحقائب توجهنا الى صالة الإنتظار ننتظر دعوتنا الى التوجه للطائرة لكننا إنتظرنا طويلا دون ذلك وقد إزدحمت الصالة بعد تحقق مواعيد طائرات أخرى مغادرة لعدة بلدان .
سلطات المطار أعلنت أن الطائرة المتوجهة للبصرة لم تصل إلى الأن فعلى الخطوط الجوية العراقية التصرف وإخلاء الصالة من المسافرين والإنتظار خارجها وقلنا في سرنا هذه
[طردة بعرفة].
لحظات وقال المنادي بالمذياع على مسافري الخطوط الجوية المغادرة
الى الحافلات لنقلهم الى أحد الفنادق وركبنا الحافلات وتركنا كل الحقائب في المطار ونزلنا للفندق ولا نملك لا ملابس النوم ولا مناشف ورغم تاخر الوقت خرجنا نبحث عن محل نشتري منه بعض الحاجيات كالدشداشة والملابس الداخلية وغيرها لكن المحلات مغلقة وعدنا للفندق ووجدنا في غرفتنا طعام العشاء والوقت تجاوز منتصف الليل.
ومرت ساعات وأيام ثقيلة
من الإنتظار وممثل الخطوط يأتي صباح مساء للفندق ليطمئننا ويعتذر ويخبرنا أن لانبتعد كثيرا عن الفندق لربما تاتي طائرة
لتعيدنا الى أهلنا الذين أخبرناهم عند وصولنا لمطار جدة إننا سنصل بعد ساعات لكننا بقينا 6 أيام بلياليها بالفندق ننتظر رحمة الله والخطوط بان ترسل لنا الطائرة .
وأخيرا إستأجروا لنا طائرة أردنية أقلتنا الى الأردن وعادت بنا البصرة بعد 7 ساعات بين الطيران أو الجلوس داخل الطائرة خلال وجودها في مطار عالية الاردني وباكثر من ساعتين حيث اطفأت الطائرة
التبريد وكدنا نختنق من شدة الحر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق