ماذا يحدث لنا في المطارات؟.


الجزء الأول

كتب عبدالامير الديراوي
كنت وما زلت أعشق السفر والتنقل سواء من بلد الى آخر عن طريق الجو أو الرحلات
البرية لكنني أود أن انقل لكم ما حدث لي في المطارات خلال رحلاتي العديدة وفي فترات متفاوته لأعيد ذكريات تلك
الرحلات أيضا.
الى اليونان:
في رحلتي الى اثينا عاصمة اليونان عام 1977والتي رافقني فيها الصديق ضياء الدين الهر من بغداد أتذكر إن الرحلة كانت ليلا كانت تجلس بجانبي شابة عراقية ترتدي
لباس محتشم لكنها سرعان
ما تناولت حقيبة صغيرة معها لتذهب الى حمام الطائرة بعد إستقرار مسيرتها في الجو وبعد أكثر من نصف ساعة عادت
لكن بهيئة جديدة لم نكد نعرفها فقد تخلت عن الحشمة وإرتدت ملابس فضفاضة بعيدة عن الحشمة أنا وصاحبي أستغربنا الحالة لكنها قالت
[شنو ما عرفتوني] ووسط إستغرابنا أردفت قائلة تخلصنا من جو ووضع العراق ؟ ونادت على المضيفة لتجلب لها [قوطية بيرة].
المهم وصلنا المطار الذي كان ينتظرنا فيه صديقنا المهاجر فاروق بوغوص يوسف
وجدنا إن مجموعة من الشباب والشابات بانتظار هذه الشابة واستقبلوها بالفرح والزغاريد.
ولا ندري سبب هذا الاستقبال المهيب.
*-- في مطار إسطنبول:
عام 1984 غادرنا موفدين
لحضورالمؤتمر الدولي للصحافة العمالية والزراعية
الذي يعقد في العاصمة البلغارية صوفيا أنا والأستاذ عادل ابراهيم رئيس تحرير مجلة وعي العمال وعضو مجلس نقابة الصحفيين العراقيين المركز العام وكنت في حينها عضوا في لجان النقابة ولعدم وجود خط مباشر الى صوفيا كان علينا أن
تكون رحلتنا مرورا بمطار إسطنبول نزلنا من الطائرة
وتوجهنا لصالة الترانزيت وإنتظرنا طويلا لتصل حقائبنا للصالة لكنها تاخرت
حاولت السؤال عنها لكنها كانت مع المسافرين الذين نزلوا في اسطنبول أخبرت ممثلي الخطوط وذهبنا للصالة الاخرى فوجدنا حقائبنا وقد سرقت منها أشياء كثيرة مثل مكائن الحلاقة والعطور وبعض الملابس أخبرنا إدارة المطار
لكن الإستجابة كانت ضعيفة المهم سلمنا على المتبقي وأخذنا حقائبنا التي يظهر عليها الكسر المتعمد.
*--- في مطار صوفيا:
بعد أنتهاء المؤتمر الذي حضرناه ممثلين عن نقابة
الصحفيين العراقيين عام 1984 تم تبليغنا إن الطائرة ستغادر الساعة الرابعة عصرا فتهيئنا للعودة وغادرنا الفندق قبل ساعة من موعد إقلاع الطائرة لكننا عند وصولنا المطار فوجئنا إن الطائرة أغلقت أبوابها وبدأت تتحرك إستعدادا للإقلاع، كوننا اختلف علينا التوقيت العراقي والبلغاري، فحاول ممثل الخطوط الجوية الإتصال بالطائرة ولم يفلح وكان السفير العراقي حاضرا في المطار
ليودع وزير عراقي كان على متن الطائرة فاخبر
أدارة الحركة بالانتظار لدقائق لصعود الوفد الصحفي فحملنا حقائبنا بايدينا وتم فتح الباب الخلفي لنصعد مع الحقائب الى الطائرة وسط إستغراب الركاب ودهشتهم وسمعنا تولولهم ونظراتهم المستهجنة ، وما أن جلسنا في مقاعدنا لاحظنا توجه غريب نحو الطائرة من سيارات الإطفاء والأسعاف وسيارات أخرى خاصة بالأمن ولم نعرف ماذا حصل أما الركاب فكانوا يوجهون الينا بنظراتهم الشزرة ظنا منهم إن لنا علاقة بما يحصل لحظات قاتلة من الخوف والقلق حتى أعلن قائد الطائرة إن على الركاب النزول من الطائرة فورا مع ترك كل شي فيها فتحت الأبواب ونزلنا جميعا متوجهين ركضا لصالة الترانزيت وما زالت تتابعنا نظرات الركاب
المستغربة بعد ساعة من الوقت إعلن عن وجود ثقب كبير في خزان الوقود لو تحركت الطائرة لايكفي الوقود فيها لدقائق وتسقط .
الركاب تحولوا من النظرات الغاضبة الى الدعوات لنا فلولا تاخرنا لما تم إكتشاف هذا الخلل.
وعدنا الى الفندق وبقينا نقيم وناكل ونشرب بضيافة الخطوط الجوية العراقية ولمدة إسبوع كامل حتى جاءتنا طائرة من بغداد لتعود بنا الى بلدنا.
ولنا عودة لمتاعب أخرى خلال
رحلاتنا وسفراتنا المختلفة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق